
في 7 يوليو / تموز 1937، أصدرت لجنة بيل الملكية البريطانية تقريرها الشهير حول الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 – 1939)، لتكون أول جهة رسمية تقترح تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، ونقل السكان الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم في إطار ما عُرف لاحقًا باسم “الترانسفير”.
خلفية اللجنة
تشكّلت اللجنة بقرار من الحكومة البريطانية برئاسة اللورد وليام بيل، بعد تصاعد المقاومة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والهجرة اليهودية المنظمة إلى فلسطين، التي تزايدت إثر صعود النازية في أوروبا.
هدفت اللجنة إلى التحقيق في أسباب الثورة الفلسطينية الكبرى، لكنها سرعان ما تحولت إلى أداة سياسية لتبرير المشروع الصهيوني.
توصيات لجنة بيل
اقترحت اللجنة لأول مرة تقسيم فلسطين إلى دولتين:
- دولة يهودية تمتد على نحو ثلث مساحة فلسطين التاريخية، وتشمل معظم السهول الشمالية والساحلية.
- دولة عربية تتحد مع شرق الأردن تحت حكمٍ واحد.
- منطقة دولية تضم القدس وبيت لحم بإدارة بريطانية مباشرة.
كما طرحت اللجنة فكرة “نقل السكان العرب (الترانسفير)” من الدولة اليهودية المقترحة إلى الدولة العربية بالقوة إذا لزم الأمر.
وقد اعتُبرت هذه التوصية سابقة خطيرة في شرعنة التطهير العرقي، ومهدت ذهنيًا لعمليات التهجير الجماعي التي نفذتها العصابات الصهيونية عام 1948.
الموقف العربي والفلسطيني
- رفض الفلسطينيون والعرب تقرير لجنة بيل بالكامل، مؤكدين أن فلسطين وحدة لا تتجزأ، وأن بريطانيا لا تملك شرعية تقسيمها أو التنازل عن أي جزء منها.
- أما الوكالة اليهودية، فقبلت التقرير من حيث المبدأ، معتبرة أنه خطوة أولى نحو دولة يهودية أكبر، وأداة لكسب الاعتراف الدولي بمشروعها الاستيطاني.
الأثر التاريخي
مثّل تقرير لجنة بيل السابقة الأولى لتقسيم فلسطين رسميًا، وفتح الباب أمام سلسلة من المخططات اللاحقة مثل مشروع لجنة وودهيد (1938) وقرار التقسيم 181 (1947).
كما شكّل مصطلح “الترانسفير” الذي تبنّته اللجنة الأساس الفكري لسياسات التهجير الإسرائيلية اللاحقة ضد الفلسطينيين في النكبة عام 1948 وما بعدها.
شاركنا برأيك